ما سبب نزول سورة الإخلاص
كتب : admin
نشر منذ : 6 سنوات
في تاريخ أكتوبر 10,2018
مقدمة عن سورة الإخلاص
تعتبر سورة الإخلاص من السور القصيرة التي وردت في القرآن الكريم، ولكن تعادل ثلث القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها مع المعوذات لتحصين نفسه، وتقع سورة الإخلاص في الجزء الثلاثون في القرآن الكريم، وآياتها أربع آيات، وتعتبر من السور القصيرة في حروفها ولكنها الكثيرة في محتواها وذلك لأنها تختص بتوحيد الله عز وجل، فهي من السور المكية لأنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة الكرمة، فهي من السور التي إذا داومت على قراءتها وزاد حبها في قلبك بصدق أحبك الله تعالى.
فضل سورة الإخلاص
- سورة الإخلاص من السور العظيم قدرها فمن أحب سورة الإخلاص بصدق أحبه الله تعالى.
- روت عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (قل هو الله أحد)، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟) فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخبروه أن الله يحبه).
- تعتبر من سور التوحيد وذلك لأنها تتحدث عن توحيد الله تعالى.
- من قام بقراءتها عشر مرات بنى الله عز وجل له قصرا في الجنة وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ).
- تعتبر سورة الإخلاص من السور الواقية من عذاب القبر.
- تعتبر سورة الإخلاص من سور التحصين وذلك لوجودها في أذكار الصباح والمساء فهي تعمل على تحصين المسلم من أي ضرر إلا بإذن الله.
- سبب لقبول الدعاء، وذلك لما ورد عن الرجل الذي دعا الله تعالى فقال "اللهم ! إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحد" فقال النبي صلى الله عليه وسلم( لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب)
- تعدل ثلث القرآن قال النبي صلى الله عليه وسلم(أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن).
سبب نزول سورة الإخلاص
لكل سورة من سور القرآن الكريم أسباب نزول، وقد تتعدد هذه الأسباب، فمن أسباب نزول سورة الإخلاص:
- عندما طلب الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم أن ينسب إليه ربه سبحانه وتعالى أنزل الله تعالى سورة الإخلاص في قوله تعالى(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ) أي أن الله تعالى واحد أحد لم يلد ولم يولد، والذي لم يولد لن يموت ، وهذا لان كل شيء يولد سيموت، والذي يموت يورثه من بعده، فالله سبحانه تعالى لا يولد ولا يموت ولا يورث.
- وقوله تعالى في السورة الكريمة(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) أي ليس له شبيه ولا مثيل وليس كمثله شيء والسميع البصير.
- وقيل السبب ايضا عندما ذهب المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالو له صف لنا الإله الذي تعبده، فأنزل الله تعالى هذه السورة المباركة، فقد روى عن بن عباس (أنَّ اليهودَ أتوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالوا: صِفْ لنا ربَّك الذي تعبدُ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.. إلى آخرها)، فقال: هذه صفةُ ربّي عزَّ وجلَّ).
- وفي رواية أخرى أن اليهود أرسلوا عامر بن الطفيل للرسول صلى الله عليه وسلم يساومه على ترك عبادة الله ويعود لعبادة المشركين فرفض النبي صلى الله عليه وسلم كل ما ساوموه عليه من مال ونساء ومنصب، فرجع له عامر مرة أخرى وقال صف لي ربك من ذهب أم من فضة؟، فأنزل الله سورة الإخلاص لوصف ذاته سبحانه وتعالى.
أسماء أخرى لسورة الإخلاص
تعددت الأسماء لهذه السورة الكريمة ولكن من أشهر أسمائها هذا الاسم فمن أسمائها:
- سورة الإخلاص: وهذا الاسم هو أشهر أسمائها وهو الذي ذكرت به في القرآن الكريم، ويعتبر هو الاسم الأقرب وذلك لأنه له شقين محققين في السورة أولها أن الله تعالى أخلص هذه السورة لذاته سبحانه، والثاني هو أن من يقرأ هذه السورة مؤمناً بما جاء فيها أخلص نفسه من الشرك، وذلك لأنها فيها توحيد للربوبية والألوهية وتوحيد للأسماء والصفات.
- سورة النجاة: وذلك لأنها تحقق جانب التوحيد وتنكر جانب الشرك، فهي تنجي من عذاب النار.
- سورة المانعة: وذلك لأنها تمنع عذاب القبر، وعذاب النار، وذلك ما رواه بن عباس إن الله تعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أن عرج إلى السماء((أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر كنوز عرشي، وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران).
- سورة الصمد: وذلك لأن الله تبارك وتعالى هو وحده من ذكر فيها، وكذلك لأنها تشمل في كلماتها كلمة الصمد.
- سورة الأساس: وذلك لأنها أساس التوحيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم(أسست السماوات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد).
ما جاء في سورة الإخلاص
تتحدث سورة الإخلاص وتدور حول إن الله تبارك وتعالى واحد أحد ليس له شريك ولا ولد، فهو سبحانه الجامع لكل الصفات، وهو سبحانه وتعالى المقصود في الحوائج، فهو فرد صمد، وجاءت هذه السورة الكريمة ردا على النصارى فيما قالوه أنا الله ثالث ثلاثة، وردت على اليهود القائلين العزير بن الله.
وهذه السورة الكريمة تعتبر هي ما تضمنته رسالة جميع الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى، فكل الأنبياء دعوا إلى عبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة سواه التي لا تنفعهم ولا تغنيهم عن الله شيئا، فالتوحيد أول دعوة الأنبياء وذلك لأن التوحيد هو أصل العقيدة الصحيحة قال تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)، فالسورة الكريمة نفت العبودية عن جميع المخلوقات وأثبتت العبودية لله وحده لا شريك له.
لماذا سميت بسورة الإخلاص؟
سميت سورة الإخلاص بهذا الاسم وذلك لأن فيها الإخلاص لله تعالى في العبودية والتي هي اصل العقيدة الصحيحة، فيها خصوصية لصفة الله تعالى فسبحانه وتعالى تحدث في السورة عن ذاته وتوحيده، وأنه هو الفرد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأنه هو سبحانه وتعالى وحده المقصود في قضاء حوائج الناس ومتطلباتهم، وأن من يقرئها ويحقق بقلبه مفهومها بعيد عن الشرك و مخلص لله سبحانه وتعالى.
وختاما فإن ثلث القرآن يدور في محور الإيمان بالله تعالى وترك الشرك وأهله، وسورة الإخلاص من السور التي حققت ذات الله تبارك وتعالى في الرد على أقوال المشركين الباطلة في أن لله ولد وزوجة وغيرها من الأقوال الباطلة، فالله سبحانه وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد ليس له شبيه ولا نظير وليس كمثله أحد وهو السميع البصير.
شارك معرفتك مع الأصدقاء
اقرأ ايضا
عرض المزيد