منتدي حياتي

الرئيسيةخطب اسلاميةتجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

تجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

كتب : admin
نشر منذ : 6 سنوات
في تاريخ مايو 05,2018
تجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

تنزيل او للتحميل من رابط مباشر اضغط بالاسفل download free 2017 or 2018 تحميل افلام جديدة press the bootem للشيخ , أحلي , منبرية , مكتوبة , العريفي , العريفي- , تجمعية , يوتيوب , خطبتجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفيتجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

تجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

تجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أخوتي في الله, كما تعلمون بان موقع اسلامي حياتي خصص هذا الشهر لتجميع جميع ما يختص بالشيخ محمد العريفي و لهذا فقد بدئنا بوضع الخطب المنبرية لهذا الشيخ المحترم

و كل يوم بإذن الله تعالى, سيتم وضع دفعه جديده من الخطب المنبرية

و في الدفعه الاولى , تم وضع الخطب التالية:

أسباب نبوغ الصحابة

الصدق

يوم عاشوراء

الارهاب

وصف الملائكة

الصلاة و أهميتها

نزل المطر

ويعجبني الفأل

و صايا نبوية

يوتيوب الفقه الميسر للشيخ محمد العريفي – خطب جمعة جديدة

( الفقه الميسر – جودة ضعيفه )الحلقة 1 YouTube Video ERROR: If you can see this, then YouTube is down or you don’t have Flash installed.

اجبنا نحو سوريا خطبة جمعة ألقاها الشيخ محمد العريفي في أول جامع بني بمصر جامع عمرو بن العاص مناصرة لمسلمي سوريا من بطش الطاغوت العلوي بشار الأسد وأعلن فيه ما اتفق عليه علماء المسلمين من وجوب الجهاد في سوريا على جميع الأمة.

واجينا نحو سوريا يوتيوب د / محمد العريفي YouTube Video ERROR: If you can see this, then YouTube is down or you don’t have Flash installed.

الخطبة الأولى:

الحمد لله جعل قوة هذه الأمة في إيمانها, وعِزّها في إسلامها, والتمكين لها في صدق عبادتها, أحمدُه سبحانه وأشكره, وأتوب إليه وأستغفره, وأشهدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله, دعا إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه, كانوا في هذه الأمة قدوتها ومصابيحها, والتابعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّمَ تسليمًا.

أمّا بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله؛ فإنَّ تقواه أفضَل عدّة عند البلاء، وأمضى مكيدَةٍ عند اللّقاء، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مخرجا) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرَاً).

أيّها المسلمون: الدّهرُ ذو غِيَر، والعَبد ذو ضَجَر، وما هو إلا قَضاءٌ وقدَر، فطوبى لمن أصابَته سرّاء فشَكر، وطوبى لمن أصابَته ضَرّاء فصبر، وطوبى لمن أصَابته بلوَى فاعتَبر، (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

ربنا سبحانه يفعَلَ ما يشاء، ويسلّط مَن يشاء على من يَشاء إذا شاءَ، بما رَأَى من الحكمة، وسبَق من الكَلِمة، إمّا عقوبةً ونِقمة وعذابًا، وإمّا تمحيصًا وابتلاء واختبارًا، قال -جل في علاه-: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ) [النساء:90]،

أيها الإخوة المسلمون: مآسي أمتنا كثيرة، وجراحاتها مؤلمة غائرة، ومعاناة المسلمين في تجدد مستمر، وما ذاك إلا مصداق ما ذكره نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم قال: (يوش كأنتتداعىعليكم الأمم ، كماتتداعىالآكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة بنا نحن يومئذ ؟ ! قال : بل أنتميومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكمالمهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قال قائل : يا رسول الله ! وماالوهن ؟ ! قال : حب الدنيا ، وكراهية الموت) أخرجه أبو داوود وصححه الألباني .

وإن مما يأسف له الخاطر ويألم له القلب أن يتكالب الأعداء على المسلمين ويتواطئوا على قتلهم وتشريدهم واضطهادهم وظلمهم؛ وفي المسلمين من لا يعرف شيئاً عن هذه المآسي والأحداث الدامية، أو لا يهتم بأمورهم وقضاياهم، ولعل العجب يزول إذا عرفنا أن أعداء الإسلام والمسلمين نجحوا في تقطيع أوصالنا وتفريق كلمتنا وتشتيت اهتماماتنا حتى أصبح البعض لا يفكر إلا في نفسه ولا يهتمّ إلا بأمر عيشه ورفاهيته، تاركاً كل هذه المآسي والأحزان خلف ظهره، ولعلنا أيها الإخوة الكرام نسلط الضوء في هذه الخطبة على جرح من جراح أمتنا القديمة المتجددة، ونستعرض سلسلة من المآسي التي عانى منها شعب مسلم بأكمله منذ أكثر من ستين عاماً ولايزالون يعانون حتى هذه اللحظة، إنه شعب أركان بورما المسلم وقضية إقليم أركان أحد ممالك المسلمين التي احتلها البوذيون وضموها إلى بورما وأصبحت تسمى مؤخراً دولة (ميانمار) فأين يقع هذا الإقليم ومتى دخله الإسلام؟ وما قصة المسلمين مع البوذيين؟ وكيف احتلت بورما أرضهم وشردت هذا الشعب المسلم؟ وكيف تجددت حملات الإبادة والقتل والتطهير العرقي من جديد؟ وما واجبنا تجاه هذه القضية المقلقة من قضايا المسلمين؟

تقع مملكة أركان التي احتلتها بورما البوذية وصيرتها إقليماً من أقاليمها في جنوب شرق آسيا، تحدها من الشمال الصين ومن الجنوب خليج البنغال وتايلند ومن الشرق لاوس ومن الغرب بنغلاديش وصل الإسلام إلى أركان في القرن الثاني الهجري عام (172) هـ ، عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة ( أركان ) في عهد الخليفة الراشد هارون الرشيد "رحمه الله". وأقيمت في (أركان) سلطنات إسلامية كثيرة، وفي عام (1430)م قامت مملكة إسلامية على يد السلطان سليمان شاه، واستمرت إلى عام (1784)م، أي قرابة ثلاثة قرون ونصف، تتابع على حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، وآخرهم الملك سليم شاه, وكانوا يكتبون على العملات كلمة التوحيد وأسماء الخلفاء الأربعة باللغة العربية . وفي عام (1784) م احتل الملك البوذي مملكة أراكان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعندها بدأت معاناة المسلمين هناك، وضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية، وحتى يعرف المسلمون شدة وطأة المعاناة التي يعيشها مسلمو أركان أوجزها في النقاط التالية :

أولاً: تحاول الحكومة البوذية طمس الهوية والآثار الإسلامية بتدمير المساجد والمدارس التاريخية وبناء معابد للبوذيين في مكانها، وقتل العلماء والدعاة .

ثانياً: التطهير العرقي والإبادة الجماعية للمسلمين بكل أنواع الاضطهاد من: قتلٍ وتشريدٍ وانتهاكٍ للأعراض، ومصادرة الممتلكات؛ من منازلَ ومزارعَ ومواشٍ وأموالٍ وغيرها، حيث أبيد في بعض تلك المجازر أكثر من 100 ألف مسلم .

ثالثاً: إلغاء حق المواطنة للمسلمين؛ حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره التعذيب والموت في المعتقلات،

رابعاً: حرمان المسلمين من العمل في الوظائف الحكومية ومواصلة التعليم العالي.

خامساً: العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات، أو بناء الثكنات العسكرية، أو شق الطرق، وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).

سادساً: منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج، وعدم السماح للمسلمين باستضافة أحد فيبيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق.

سابعاً: عقوبات اقتصادية: مثل الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للحكومة العسكرية أو من يمثلهم بسعر زهيد، لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.

ثامناً: تقليل أعداد المسلمين بأساليب شتى كتحديد النسل وتشديد شروط الزواج والإنجاب وغيرها.

وبعد هذه السلسلة من المعاناة واستمرار حملات التقتيل والتهجير القسري لم يكن أمام المسلمين إلاّ الفرار بأغلى ما يملكون؛ وهو دينهم وعقيدتهم، فبدأ المسلمون ينزحون إلى الخارج مهاجرين إلى الله، يطرقون أبواب الدول الإسلامية المجاورة، كبنغلاديش وباكستان، وتايلند، والهند، وماليزيا، وبعض دول الخليج، وكلما زاد بطش البوذيين بالمسلمين خرج ثلة منهم وهاجروا إلى بلدان شتى، وأما من بقي داخل ميانمار بقي وسط معاناة لا تنتهي ..

أيها الإخوة الكرام:

خلال الأسبوعيين الماضيين تجدد بطش البوذيين بالمسلمين حيث تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية فتكوا بهم جميعاً ومثلّوا بحثثهم، وقد نقلت وسائل الإعلام صوراً فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد من ينتصر لها من قبل الحكومة الميانمارية التي غضت الطرف عنها وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، وتم فرض حظر التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها ألفي مسلم وحرقوا قرابة ألفين وستمائة منزل من منازل المسلمين، وبلغ عدد النازحين أكثر من تسعين ألف نازح يعيشون في العراء بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء بعد أن رفضت دول الجوار استقبالهم، فمات من مات منهم؛ ومن عاش فإنه يعاني السقم والضياع والشتات ..

أيها المسلمون: وحتى هذه اللحظة فإن الأقلية المسلمة لا تزال تواجه أعتى أنظمة الظلم والطغيان والتمييز الديني والعرقي في تلك المنطقة وسط تغييب متعمد من قبل السلطات البوذية لهذه الجرائم والانتهاكات البشعة، ومنع وسائل الإعلام من تغطية هذه الأحداث، فغدت دماء المسلمين أرخص شيء لديهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم)) وفي رواية (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) رواه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني. بالرغم من غلاء دم المسلم فإن المجازر باتت تقام للمسلمين في كل مكان وأصبح الدم المسلم رخيصا لا يقام لإراقته وزن

دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصة وتضيع هدرا

وبالعصبية العمياء تعدو ذئاب ما رعتلله قدرا

كأن لملة الكفار طرّا على الإسلام حيث أضاء ثأرا

وجرّأهم علينا أن رأونا سكوتا والشعوب تموت قهرا

وما حسبوا لأمتنا حسابا وهل سمعوا سوى التنديد زجرا

وصحيات الأرامل واليتامى تفتّتّ أكْبُدا وتُذيب صخرا

وليس لهم مغيثاً أو معيناً كأن الناس كل الناس سكرى

أيها المسلمون:

اعلموا وتيقنوا أنّ كل ما يقضيه الله ويقدّره فيه خيرٌ ومصلحة وحكمة، ولو كان ظاهره شرًا، يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حديث الاستفتاح: ((والخير كله بيديك، والشر ليس إليك))، فالله -تعالى وتقدّس- منزّه في ذاته عن نسبة الشر إليه بأي وجه من الوجوه، لا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أسمائه، ويدخل في هذا الأصل العظيم الذي دلّ عليه الكتاب والسنّة ما يحُلّ بمسلمي بورما من أحداث مأساوية، فلا يشكّ المؤمن أن وراء ذلك خيرا عظيمًا وحِكمًا بالغةً، {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.

فمن حِكم وأسرار هذه الأحداث المؤلمة أن التمكين لا يكون إلا بعد الابتلاء والتمحيص: فقد جرت سنة الله تعالى في الكون أنه يجعل الابتلاء والتمحيص سابقًا للتمكين والعزة والرفعة، فأفضل الخلق مُحِّصوا وزُلزلوا، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}. فأبشروا –يا أهل أركان المسلمة- بنصر وعز ورفعة وكرامة.

ومن الحِكم والأسرار أيضاً فتح باب الشهادة: قال الله تعالى : {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} فغاية ما يتمناه المؤمن أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ولقد فتح الله بهذه المحنة أبواب الشهادة للشعب الأركاني البورمي، فمن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ناهيك عن ملحقات الشهادة من الموت تحت الهدم وبفعل الحرق والتعذيب. فلقد أراد الله بكم خيرًا يا أهل أركان، فمن عاش منكم عاش بعزة، ومن قضى مات بشهادة بفضل الله وتوفيقه.

وأيضاً من حِكم وأسرار هذه الأحداث: تكفير السيئات فقد علمنا رسولنا -صلوات ربي وسلامه عليه- أن المصائب والمحن والآلام تكفر الذنوب وتمحو الخطايا وترفع الدرجات، حتى الشوكة يشاكها المسلم. ولا شك أن ما أصاب المسلمين في تلك الديار من قتل وتعذيب وتشريد فيه كفارة عظيمة للسيئات ورفعة عالية للدرجات.

ومن الحِكم البالغة في هذه الأحداث: تحقيق مفهوم الجسد الواحد: فلقد أتاحت هذه المآسي الفرصة للشعوب عامة لتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).

فها هي النداءات تتعالى والصيحات تتوالى من كل أرجاء المعمورة عبر وسائل الإعلام وعبر المسيرات والاحتجاجات الغاضبة التي تندد بجرائم البوذيين وتطالب بحقوق المسلمين فاللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض .

ومن الحِكم والمعاني المستوحاة من هذه القضية: تذكير المسلمين عموماً وأهل المصائب خصوصاً بالتضرع واللجوء إلى الله جل وعلا، وربنا سبحانه يحب أن نلجأ إليه في كل الأحوال وخاصة في الضراء والبلوى، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}. فضجيجنا بالدعاء والإلحاح على الله فيه عبادة عظيمة وقربة جليلة. وأجمل ما فيها أننا نتعلم اللجوء إلى الله عز وجل وحده حين تنقطع السبل والأسباب، ولا يبقى للمضطر إلا الله، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ}.

ومن الأسرار والمعاني المقتبسة من هذه الأحداث أيضاً: أن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم: فمن الثوابت أن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. ولا شك أن التمحيص والابتلاء الذي وقع لمسلمي بورما وما تبعه من لأواء وألمٍ وعنتٍ ومشقةٍ له أجره وفضله .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم

الخطبة الثانية :

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد :

فيا عباد الله : اتقوا الله تعالى واعلموا أن مشاركتنا لإخواننا المسلمين في أركان بورما مطلوبة ومهمة وهو أداءٌ لواجب النصرة ، إنها مشاركة مبعثها الاهتمام بأمور المسلمين، ومناصرتهم كما أمرنا الله بقوله { وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ } وفيها مشاطرة لأحزانهم وتسلية لمصابهم؛ لأننا أمة واحدة، والشعور بالأخوة الإيمانية المبنية على لحمة الدين والإسلام، المتجاوزة حدود اللون والجنس والوطن ، إننا نطالب كل مسلم بالمشاركة الوجدانية ومدّ يد العون والتأييد لهم ، إنك مطالب أخي المؤمن ، أن تشعر بالجسد الواحد ، أن تستشعر قهر الظلم كما لو وقع عليك، أن تحس بألم المعاناة والظلم، أن تحس بجوعهم وهم جوعى ، وبفقرهم وهم حفاة عراة ، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، فياليت شعري هل رأيت المرأة العجوز وهي تسعى لاهثةً هربًا من رصاص البوذيين حتى تصل إلى الحدود، وإذا بها بدلاً من أن تلتقط أنفاسها تلفظ آخر أنفاسها، وهل رأيت آلاف البيوت والمزارع وهي تحرق دون أن يتحرك أحد لحمايتها، وهل شاهدت قتل الرجال والشباب عنوة دون أي سبب، وهل شاهدت أخي المسلم عشرات القوارب المتهالكة وبها عشرات الأسر من نساء وأطفال يمكثون أياماً في البحر ثم لا تستقبلهم دول الجوار فيموتون على الشواطئ جوعاً وقهراً، إنها فواجع مؤلمة وحكايات مرعبة .. فهل حركت قلوبنا ؟!

تمزقهم نيوب الجوع حتى يكاد الشيخ يعثر بالعيال

يشدّون البطون على خواء ويقتسمون أرغفة الخيال

وناموا في العراء بلا غطاء وساروا في العراء بلا نعال

كأن البيد تلفظهم فتجري بهم بيد إلى بيد خوالي

وليت جراحهم في الجسم لكن جراح النفس أفتك بالرجال

تُرى هل تتذكر المرأة المسلمة وهي تعيش في كنف زوج وتهنأ بالسعادة والراحة ، هل تذكرتْ كم من امرأة بورمية مسلمة توالت عليها المحن وفقدت عشيرتها بعد أن كانت تحت كنف زوج عطوف بل غدت بيد وغدٍ كافرٍ رهينة وقد هتك بالرغم عنها سترها .

نريد الشعور بالجسد الواحد الذي أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، إن دمعةً من عينيك ، وزفرةً من صدرك لهي دليل صدق على انتسابك لهذا الدين، وحبك لإخوانك المسلمين؛ بل هي عبادة تؤجر عليها ، ثم إكمالا لذلك يتحول هذا الهمّ وهذه المشاعر إلى بذل المستطاع في نصرتهم والوقوف معهم والتعريف بقضيتهم ومساندتهم بكل ما أمكن يقول عليه الصلاة والسلام ((من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )) ، رواه مسلم وقال أيضاً : ((أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه َدْينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام )) رواه الطبراني وصححه الألباني ، فهلا مددنا أيدينا إخوتي بالدعم المادي والمعنوي لإخواننا المسلمين في أركان بورما عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية الرسمية، ، وعليكم بالدعاء والابتهال إلى الله برفع البلاء وكشف المصاب عنهم، وعلى الجميع تقع مسؤولية هؤلاء المسلمين وخاصة دور الإعلام الإسلامي في هذه القضية حيث إنها لم تلقَ الاهتمام المطلوب حتى هذه الساعة، وكل يوم يمر هنالك أرواح تزهق وبيوت تُحرق وآلام تتسع وجراحات تتفاقم فالبدار البدار يا أهل الإسلام ..

هذي أركان نار البغي تحرقها أما لها نجدةٌ من غيث عدنان

عاد التتار ولكن لا أرى قُطزاً هل أقفر العُرْب من راعٍ لأوطاني

يا ليت معتصماً بالله تبلــغه هذي النداءات من أمٍ وفتيان

ما بال قومي قد سدّوا مسامعهم وأغمضوا العين عن إنجاد إخوان

ما بالهم فقدوا ميــراث نخوتهم فاستعذبوا العيش في ذل وطغيان

اللهم أنت المستعان وبك المستغاث وعليكم التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم يا كاشف الخطوب ويا مفرج الكروب ويا من يجب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء نسألك لإخواننا في بورما النصر والإعانة ، اللهم كن لهم ناصرا يوم قلَّ الناصر ، ربنا من يسمع بكاء الأطفال إلا أنت ومن يجيب نداء النساء إلا أنت ، اللهم اجعل لهم مما هم فيه مخرجا وفرجا ، اللهم نفس كربهم ، ويسر أمرهم، وفرج همهم واخذل أعداءهم إنك سميع مجيب اللهم اجعل بذل المسلمين درعا ووقاء لهم من عذاب جهنم واجعله نصرة لإخواننا المسلمين ورفعة لهم وكشفا لكربتهم بفضلك يا أرحم الراحمين ، اللهم وعليك بالبوذيين ومن ناصرهم فإنهم لا يعجزونك ، أرنا فيهم عجائب قدرتهم ، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية …

صلوا وسلموا رحمكم الله …

أراكان تستصرخكم يا مسلمون

الخطبة الأولى

الحمد لله؛ نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فهدى به من الضلالة، وبصَّر َبه من العمى، وأرشدَ به من الغَيِّ، وفتحَ به أعيُنا عُميا، وآذانا صُمًّا، وقلوبا غُلفا. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد : فيا أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى ، وراقبوه في السر والنجوى .. (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) ، (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) ..

عباد الله : إن القصة الهادفة طريقة من طرق البشارة والإنذار ، والهداية والإرشاد ، والترغيب والترهيب ، وهي إحدى الوسائل الناجحة ، والسبل الناجعة لعرض تعاليم الدعوة سهلة واضحة ، ولذا أمر الله نبيه الكريم بالقصص، فقال: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) ، والنفس البشرية مجبولة على محبة القصص والميل إليها ؛ لسهولة أسلوبها ، واشتمالها على عنصر التشويق ، وتجسيدها الأحداث على شكل أشخاص تتفاعل معها الحواس .

ولذلك أولى القرآن الكريم والسنة النبوية هذا الأسلوب عنايةً عظيمةً ؛ حيث يمثل القصص القرآني جزءاً غير يسير من القرآن الكريم ، فهو يبلغ قرابة الثمانية أجزاء من القرآن ، ولذا يجد الداعية في قصص القرآن طريقاً ووسيلةً هامةً من وسائل الدعوة إلى الله تناسب حالة جل المدعوين، سواء أكانوا من عِلية القوم أم من الضعفاء أم من الأغنياء أم من الفقراء أم من غيرهم ؛ وذلك لاشتمال قصص القرآن العظيم على أنواع كثيرة من المدعوين، وطرق مسالك عديدة في إقناعهم وإرجاعهم إلى الحق.

من أجل ذلك كانت القصة في القرآن الكريم ركيزة مهمة من ركائز الدعوة إلى الله القائمة على اليقين والإقناع بما تدعو إليه من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وبما تحمل من مُثل في سبيل الدعوة إلى الحق ، والتوجيه إلى الخير والهدى ، والتنكر للباطل والضلال ، والصمود في وجه الظلم والطغيان .

إن الناظر في القرآن الكريم يجد العديد من القصص التي توضح حقيقة الدعوة الصحيحة وما ينبغي أن تقوم عليه من توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة دون سواه، وامتثال أمره واجتناب نهيه، وكذا ما ينبغي من متابعة رسوله r والالتزام بهديه وسنته وغير ذلك من الأمور المهمة والفوائد العظيمة التي يجنيها الداعية من قصص القرآن الكريم، وكل ذلك بكلام واضح ولغة فصيحة ودليل معجز .

ولكن القصص التي نستعرضها اليوم هي قصص حقيقية تجري أحداثها الآن في وقتنا المعاصر لإخوة لنا في الدين والعقيدة ينبغي أن تدفع بمعاني الأخوة الإسلامية للظهور على السطح بقوة ، واحتشاد قلوب المسلمين بعواطف المشاركة الوجدانية ومحاولة الدعم المادي والمعنوي لهم ؛ كل من موقعه بما يستطيع :

– امرأة مسلمة تخرج وحدها مغامرة بروحها .. تعالج طفلاً لها .. فيتعرض لها علج كافر يقتلها هي وطفلها بطلقات الرصاص ..

– رجل مسلم يخرج من بيته متخفيا عن أعين الأعداء يقضي حاجته فيرميه العدد بالرصاص تحت جسر من الجسور ..

– 50 امرأة يقدمن على الانتحار بأنفسهن دفعة واحدة فرارا من وقوعهن فرائس للاغتصاب القهري ..

– مسلمون فارون بأرواحهم وزوجاتهم وأطفالهم من رصاص العدو إلى عرض البحر بقوارب صيد متهالكة .. يلجأون إلى دولة مجاورة مسلمة ، فتصدهم عنها .. ويبقون معلقين هكذا عائمين فوق الماء بين البلدين الطاردين .

– مسلمات حرائر لم تحظ الشمس يوما بمباشرة أجسادهن ينال الكفار أعراضهن وشرفهن ، ويعبثون بأجسادهن ويمثلون بهن بعد قتلهن وربما قبل قتلهن !

– مئات الأطفال يُعتقلون وينتزعون من بيوتهم ويساقون إلى مصير مجهول لا يعلم عنه أحد شيئاً

– قرى بأكملها تحرق بما فيها من بيوت ومساجد ومدارس ومزارع .. يحترق من أهلها من يحترق ، ويشرد الباقون في العراء .. بلا مأوى ولا غذاء ..

– وغيرها وغيرها الكثير ..

– دماء المسلمين بكل أرض *** تُراق رخيصة وتضيع هدرا

وبالعصبية العمياء تعدو *** ذئاب ما رعت لله قدرا

كأن لملة الكفار طرّا على*** الإسلام حيث أضاء ثأرا

وجرّأهم علينا أن رأونا *** سكوتا والشعوب تموت قهرا

وما حسبوا لأمتنا حسابا *** وهل سمعوا سوى التنديد زجرا

وصحيات الأرامل واليتامى *** تفتّتّ أكْبُدا وتُذيب صخرا

وليس لهم مغيثًا أو معينًا *** كأن الناس كل الناس سكرى

وليس ذلك شريطا سينمائيا يتخيله أو يصنعه مخرج أفلام خيالية ، ولكنها أحداث دموية عنيفة ومأساة إنسانية كبرى يعيشها إخوانكم هذه الأيام في أراكان !

أراكان التي لم نعرفها ، ولم نسمع باسمها يوما !

أراكان التي أصبحت نسيا منسيا وقد كانت مملكة إسلامية مستقلة يحكمها سلاطين مسلمون طيلة أربعة قرون .

أراكان التي دخلها الإسلام في القرن الثاني الهجري في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله .

أراكان التي أعطت للإسلام الكثير من أبنائها الحفظة المجودين ولم يعطها المسلمون شيئا من الاهتمام لقضيتهم النازفة منذ ما يقرب من مئة سنة !

أراكان التي ضحت بالكثير من شهدائها قتلى وجرحى ، شبابا وشيوخا وأطفالا ، نساء ورجالا ..

أراكان التي بقيت تنزف بغزارة منذ ما يقرب من مئة عام في صمت وسكون .. وفي عزلة عن العالم ، وفي غفلة من المسلمين ..

أراكان التي تواجه الآن حملة تطهير عرقي ، وإبادة جماعية ، ومجازر وحشية بشعة في ظل الصمت المطبق من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية إلا من رحم الله ..

أراكان التي تواجه حربا إعلامية شعواء من قبل البوذيين تقلب الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. وتجعل القاتل مقتولا والمقتول قاتلا في نظر الرأي العالمي عبر وسائل الإعلام المختلفة بتخطيط مسبق وتدبير محكم ، وبالاستعانة بخبراء متخصصين وفنيين تقنيين ..

أراكان التي تستصرخكم ، وتستنجد بكم : أين أنتم يا مسلمون ؟ ماذا فعلنا لأجلهم يا كرام ؟ هل سألنا عنهم ؟ هل بحثنا عن قضيتهم ؟ هل تابعنا أخبارهم ؟ هل مددنا يد العون لهم ؟ هل نصرناهم يوم قل الناصر ، وعز المغيث ؟ اللهم انصر إخواننا المسلمين في سوريا وفي أراكان ، وفي كل مكان يا رب العالمين ..

أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :

أيها الأخوة المسلمون : أراكان التي تستصرخكم أمانة في أعناقكم .. يا ويلنا جميعا إن خذلناهم وتركناهم يبادون عن بكرة أبيهم بأيدي عدونا وعدوهم من " الموغ " عباد " بوذا " المتوحشين .

أيها المجتمع المسلم : أراكان التي تستغيث بكم لنجدتهم من الجوع والفقر والعطش والمرض والتشريد ، وتستجديكم العون والمساعدة في أقرب وقت عاجل , أمانة في أعناقكم .. يا ويلنا جميعا إن خذلناهم وتركناهم يموتون جوعا وعطشا ومرضا وقهرا ..

أيها الإعلاميون الأحرار في كل العالم : أراكان التي تستنجد بكم ، وتنتظر منكم النصرة والتأييد بنقل صورهم ومآسيهم إلى كل أصحاب الضمائر الحية في العالم ، أمانة في أعناقكم .. يا ويلنا جميعا إن لم تسلط الأضواء الكاشفة على محنتهم وقضيتهم ، وبقوا في عزلتهم عن العالم لا يدري بهم أحد ، ولا يلتفت لقضيتهم أحد ..

أيها الآباء والأمهات المربون في بيوتكم : ثقفوا أبناءكم حول قضية إخوانهم المسلمين في أراكان ، اغرسوا فيهم شعور الوحدة الإسلامية والتعاطف مع الضعيف ونصرة المظلم ، لقنوهم الدعاء لإخوانهم المسلمين في سوريا وفي أراكان في سجودهم وسائر أوقاتهم ..

يا ويلنا جميعا إن نبت فينا جيل لا يهتم بأمر المسلمين قال عليه الصلاة والسلام : ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) ..

وأخيرا .. أيها الحكام المسلمون ، يا من ولاكم الله أمور المسلمين ، أراكان التي قنطت من رحمة هذا العالم الغافل ، وفقدت أو كادت تفقد الأمل في المسلمين .. بقيت لهم شمعة أمل واحدة .. لم تنطفئ بعد .. ممثلة في حكام الدول الإسلامية التي تتواجد فيها سفارات وقنصليات لدولة ميانمار البوذية العسكرية الفاشية .. أن يقوموا بطرد سفرائها من بلادهم احتجاجا على المجازر الوحشية ، والإبادة الجماعية ، وحملات التطهير العرقي التي يمارسها حكومتهم ضد المسلمين " الروهنجيين " العزل في أراكان المنكوبة نصرها الله عاجلاً غير آجل ..

عباد الله : صلوا وسلموا على خير خلق الله ..

خطبة عن معاناة أركان الحبيبة

أعدَّها: عليّ بن أحمد حسين السّبحاني (إمام وخطيب جامع سلامة اللقماني ـ أم الجود، مكة المكرمة)

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها المسلمون: اتقوا الله -عز وجل- كما أمركم بذلك في محكم تنزيله؛ حيث قال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

عباد الله: إن مآسيَ أمتنا قد عظُمت واتسعت، وجراحاتِها قد كثرت وتعددت؛ فلا يمر يومٌ إلا ونسمع عن جُرح جديد أصيب به جسدُ الأمة، أو كَلْمٍ قديمٍ لكنه اتسع وبدأ يسري في بقية أجزاء الجسد؛ فلم ننتهِ من قضية فلسطينَ حتى فوجئنا بمأساة سوريا، وبما لحق فيها بإخواننا المسلمين من ضرب وقتل وهتك للأعراض، ودمار للديار، وخراب للممتلكات، ولم نُكمِلْ مداواةَ جرحهم وتخفيفَ ألمهم حتى جاءتنا صرخةٌ مسلمة جديدة مدوية تنبئ عن ألمٍ أشدَّ، وتُفصِح عن جرح أوسعَ، إنها صرخةٌ أطلقها إخوانُنا المسلمون من جنوب شرق آسيا، وبالتحديد إخوانُنا الذين هم من سكان أرَكانَ المحتلةِ من قبل البوذيين البورمين، والواقعةِ بالقرب من الصين وتايلاندَ وبنغلاديشَ، وقد احتلوها واستحلوها وجعلوها في قبضتهم وتحت حكمهم منذ عام ألفٍ وسبعِمِائَةٍ وخمسةٍ وثمانينَ من التاريخ الميلادي.

أيها الإخوةُ: إن هذه الصرخةَ ليست بأول صرَخاتهم، بل سبقتها صرخاتٌ عديدة، لكن المسلمين أصابتهم غفلة شديدة، بل هم منشغلون بالدنيا وزخارفها، وملذاتها وشهواتها، وأوضحُ ما يدل على هذا أن معاناةَ إخواننا الأرَكانيين البورميين ليست وليدةَ اليوم، بل قد بدأت فصولهُا، وافتُتحت حلقاتهُا منذ احتلال البوذيين بلادَهم أركانَ واستمرت إلى يومنا هذا، فذاقوا في هذه القرون العديدة والأزمنة الطويلة ألونا من المعاناة والعذاب، وصنوفا من الويلات والجحيم، ونتج عن ذلك دمارٌ لبيوتهم، وهلاكٌ لحرثهم ونسلهم، واستشهادُ الآلاف من رجالهم ونسائهم وشيوخهم، وتمزقٌ لأجسادهم، وتشتتٌ لأوصالهم، وتفرقٌ لأسرهم وعوائلهم؛ حيث إن الآلافَ المؤلفة منهم هجروا البلاد، وانتشروا في الأمصار؛ خوفا من بطش البوذيين، وإنقاذا لأرواحهم، وحماية لذراريهم، وحصل من ذلك تشتتُ الأسر والأهالي، وتفرقُ الأرحام والأقارب، فصار الأبُ في بنغلاديشَ، والأمُّ في باكستانَ، والأخُ في تايلاندَ، والعم في السعودية، والخال في الإمارات، وهكذا بؤس وشقاء، وتفرق وتشرد وغيرُ ذلك من صنوف المعاناة، وضروبِ المأساة، وكل ذلك حاصل لهم، ولاحق بهم في ظل سكوتٍ عجيب من العالم بأسره بما في ذلك المسلمون، فالله المستعانُ وعليه التكلانُ.

عبادَ الله: إن هذه الصرخةَ الجديدة الحزينة التي يطلقها إخوانُنا في هذه الأيام تنبئ عن شر مستطير، وتطور في المعاناة كبيرٍ؛ فقد بدأ البوذيون الحقيرون هذه الأيامَ بتنفيذ مخطَّطهم الذي سُرِّب عنهم قبل فترة، وهو تطهير ميانمارَ (بورما سابقا) بما فيها أركانُ المحتلة من كل المسلمين؛ باستخدام شتى الأساليبِ ومختَلِف الوسائل من القتل والتهجير والتشريد وغيرها مما يتحقق بذلك هدفُهم ومبتغاهم، وبدأوا بقتل عَشَرَةٍ من الدعاة المسلمين وتمزيق جثثهم، ثم أتبعوه بمهاجمة المسلمين في مقاطعاتهم، وقتلِهم بألوانٍ من الوحشية البغيضة، وحرْقِ حاراتهم وبيوتاتهم، وتخريبِ ممتلكاتهم، وفرضِ الحصار عليهم، ومنعِهم من الخروج للبحث عن الأكل والشرب، وعما يعالجون به مرضاهم، ويُسعِفون به جرحاهم، ولا شك -أيها الإخوةُ- أن هذا العذابَ الأليم والحصارَ الشديد يسبب فيهم كثيرا من الضحايا والدمار والخسائر، وفعلاً هذا ما وقع؛ فقد أشارت بعض الإحصاءات إلى أن قتلى المسلمين فيما حدث بأركانَ خلالَ الأيام السابقة بلغوا ما يقارِبُ ألفي مسلمٍ أو أكثرَ، وأن التدمير أدى إلى حرْق أكثرَ من ستِّمِائَةٍ من منازلهم، بالإضافة إلى النازحين الذين وصل عددهم إلى أكثرَ من تسعين ألفاً، منهم من قتلوا بسبب إصابتهم بالجروح الكبيرة، أو بعدم حصولهم على ما يسدون به جُوعهم وعطَشَهم، ومنهم من ظلوا على ظهر البحر باستعانة قواربَ باليةٍ ممزقة تلعب بهم الأمواجُ وتذهب بهم يَمْنَةً ويَسْرَةً، فلا هم يستطيعون الرجوعَ إلى ديارهم خوفاً من فتك البوذيين الوحوشِ، ولا اللجوءَ إلى أماكنَ أخرى لرفضهم من قبل الدول المجاوِرة، وظلوا يعومون في البحر ليلا ونهارا منتظرين فرَج الله -سبحانه- ورحمتَه وعطفَه ولطفَه -فاللهم يا مفرج الهم فرج همهم ونفس كربهم وانصرهم وأعنهم فإنه لا ناصر لهم ولا معين إلا أنت يا حي يا قيوم-.

عبادَ الله: إن خطْبَهم لجللٌ، وإن مصيبتهم لعظمى، وإن مأساتَهم تُبكي العيونَ، وتدمي القلوبَ، بل -وبحسب ما ظهر لنا من مكنونات نواياهم الخبيثة- تكون الحالة في قابل الأيام والأزمان أشدَّ معاناةً مما حدث اليومَ إن جلسنا على أرائكنا من دون تحرك وبحث عن حل، تاركين الطغاة البوذيين الحاقدين يفعلون بهم ما يشاؤون.

أيها المسلمون: إن هؤلاء البائسين الضعفاءَ إخوةٌ لنا، وجزءٌ من جسد أمتنا الإسلامية، ولم تمسَّهم هذه البأساءُ والضراءُ إلا بسبب إسلامهم وعقيدتهم، وتمسكهم بدينهم؛ فيجب علينا جميعا -نحن المسلمين- شعوبا ودولا أن نَمدَّ لهم يدَ العونِ والنصرةِ قدرَ الإمكان؛ فندعم نحن الأفراد بالعون المادي متى ما فُتح لنا البابُ، وبالدعاءِ لهم والالتجاء إلى الله –سبحانه- لأن ينصرَهم ويرفعَ عنهم ما هم فيه من الكرْب والشدة، وأما الدول فنفوذها واسع؛ بإمكانها أن تدعمَ بوسائلَ كثيرةٍ من التنديد والاستنكار، وإغاثتِهم والمطالبةِ بحقوقهم، وبكل شيء تسمح به القوانين الدولية.

أسأل الله عز وجل أن ينصر إخواننا في أرَكانَ وسوريا وفلسطينَ وفي كل مكان، وأن يُعجِّلَ بفرَجِهم ونصرِهم، وأستغفرُه سبحانه لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون واعلموا أن اضطهادَ المؤمنين بالله -عز وجل- وقتلَهم وتعذَيبهم ذلك دأبُ الأعداء من الكفار والمشركين منذُ القِدم، ويدل عليه ما قص الله علينا من قَصَصِ الأمم السابقين، ومعاناةِ من آمن منهم ممن حولهم من الذين كفروا بالله ورسله، وجحدوا نعَمه وأنكروا قدرتَه وعلمَه، وخلقَه وبعْثَه، وجنتَه ونارَه، ونحوَ ذلك مما يتعلق بالغيبيات التي أخبَرَنا عنها الرسلُ -عليهم الصلاة والسلام-، والكتبُ المقدسة من التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أعظم تلك القصص القرآنية -أيها الإخوةُ- قصة أصحابِ الأخدود الذين أنزل الله في أمرهم سورةً تخبرنا عن معاناتهم من أعدائهم الكفار بسبب إيمانهم وتصديقهم بالله -عز وجل-، وأن نهايتهم كانت الموتَ حرْقًا في حفر من نيران تلظى، إلى آخرِ ما ورد عنهم في سورة البروج؛ حيث قال الله -جل وعلا-: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ*وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}.

عبادَ الله: هذه سنة الحياة الدنيا، فالأمة المسلمة الضعيفة تكون مضطهدةً معذبة من قبل أعدائهم من الكفار والمشركين؛ وتفاديا لهذه المشكلة أو تخفيفا لأثرها على أقل الأحوال يجب على المسلمين جميعا أن يكونوا يدا واحدة، ويتكاتفوا ويتعاونوا، يتألم الكل بألم الواحد، يفرحون بفرَح أحدهم، ويحزنون بحزن أحدهم، القويُّ منهم يعين الضعيف ويحميه من عدوان المعتدين وظلم الظالمين، وإلا فلا شك أن الجرح يتسع ويكثر، وأن الأعداء يذبحون منا واحدا واحدا حتى نكون نحن من ضمن الضحايا، وليس الواقع عنا ببعيد.

فاتقوا الله أيها المسلمون، وكونوا مع إخوانكم المسلمين المضطهدين في مكان بقلوبكم، وتألموا بألمهم، وابكُوا ببكائهم، فأطفالهم يُقتلون ويُذبحون وهم مثل أطفالنا وأبنائنا، ونساؤهم يُعذبْن ويُغتصبْن وهم مثل أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا، ورجالهم وشيوخهم يُقتَّلون ويُقطَّعون وهم مثل أجدادنا وآبائنا، وشبابهم يُعدمون ويُمثل بجثثهم وهم مثل أبنائنا وإخواننا، فاللهَ اللهَ أيها المسلمون، وكونوا معهم بدعائكم والتجائكم إلى مليككم وبارئكم لأن ينصرَهم ويرفعَ عنهم بأسهم وشدتهم وكربهم.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم يا ناصرُ يا معينُ يا من تقدر على كل شيء انصر إخواننا المسلمين في فلسطينَ وفي سوريا وفي أركانَ، اللهم كن لهم وأعنهم، وفرج همهم ونفس كربهم، وقو عزيمتهم وسدد رميهم، واجمع كلمتهم ووحد صفهم، وانصرهم على أعدائهم نصرا مبينا.

اللهم يا قويُّ يا جبارُ عليك بأعدائهم أعداءِ الملة والدين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا فيهم يوما أسودَ كيوم عاد وثمود، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.

اللهم احفظ إمامنا وولي أمرنا ووفقه لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدك ورسولك محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

تجمعية خطب منبرية مكتوبة للشيخ محمد العريفي- يوتيوب خطب محمد العريفي

أحليالعريفيتجمعيةخطبللشيخمكتوبةمنبريةيوتيوب

شارك معرفتك مع الأصدقاء

اقرأ ايضا

عرض المزيد